محاط بالحمقى.. الأنماط الأربعة للسلوك البشري

Book-Cover

مقدمة

هذا هو السيد red  وهذا هو السيد yellow وهذا السيد green وهذا السيد blue، وهؤلاء هم أبطال حلقة اليوم، أما هذه فقطع أثاث مكونة من أجزاء عدة ونريد أن نركبها، وسنعطي لكل واحد منهم قطعة وننظر كيف سيركبها.
السيد red واثق جدًّا أنه سيركبها بسهولة، فبدأ بتجميع القطع المختلفة فورًا دون أن ينظر إلى باقي القطع في الكرتونة، وكان أسرعهم في الانتهاء، أما السيد yellow فمتحمس جدًّا ويصدر ضجيجًا في أثناء تركيبه لكل قطعة في كل مكان بشكل عشوائي، وذهنه يركز على الصورة النهائية للأثاث بعد تركيبه وكيف سيكون جميلًا، السيد blue بحث عن كتيب التعليمات وقرأه جيدًا، مرتين، وعدّ القطع، وتأكد أنها مطابقة للصور، ثم بدأ التركيب حسب ما يقول كتيب التعليمات، وقد استغرق وقتًا طويلًا جدًّا لكن النتيجة كانت مثالية، أما بقى السيد green فوضع الكرتونة بجوار الحائط وأحضر كوبًا من الشاي وجلس ليستريح قليلًا، فالوقت أمامنا طويل. ^^

هؤلاء الأربعة يمثلون اختلاف أنماط شخصياتنا بوصفنا بشرًا، ويشرح كتاب اليوم الفروق بينها وما الطريقة المثل للتعامل مع كل نمط منها.

نظام ديسا DISA 

يصف الكتاب الاختلافات بين الناس في التواصل، وقسمها إلى أربعة أنماط حسب نظام اسمه ديسا DISA 

- D من  dominance _ وتعني الهيمنة، ويمثلها اللون الأحمر.

- الـ I  من  influence _ أو التأثير، ويمثلها اللون الأصفر.

- و S من submission _ وهو الخضوع، ويمثله اللون الأخضر.

- أما الـ A وقد ما عدل الكاتب فيها قليلًا هي اختصار  analytic ability_ أي القدرة التحليلية، ويمثلها اللون الأزرق.

كل شخصية من الشخصيات الأربعة تمثل نمطًا واحدًا منها.. لكن بالطبع شخصياتنا لا تتكون من نمط واحد فقط أو أن نسبة 5% فقط من الناس هي ما يكون غالبًا عليها نمط واحد فعلًا، لكن 80% من الناس تكون شخصياتهم مزيجًا من نمطين، والباقي مزيج من 3 أنماط.

وما يهم جدًّا أن تعرفه أنه لا يوجد نمط صحيح ونمط خطأ، ولا نمط أفضل من الآخر، النمط هو ما أنت عليه فقط وأيًّا كان فهو مقبول تمامًا، وأن اختلاف الأنماط ضروري جدًّا، بما يشبه صندوق الأدوات.. فوجود أداة لا يغني عن الأخرى، وكل واحدة مهمة في وظيفتها وتكمل باقي الأدوات.

لماذا يجب أن نفهم أنماط الناس؟
لأن أي كلمة تقولها تُفهم حسب المستمع ومرجعيته وأفكاره المسبقة، وهو ما يسبب سوء فهم في أوقات كثيرة، وأن تقول شيئًا فتجده قد فهم بشكل مختلف تمامًا عن ما كنت تقصده، وتبدأ في ترديد ما يقوله اسم الكتاب، هل كل من حولي لا يفهمون؟! هل كل الناس حمقى؟ أيعقل؟! ويقول الكاتب هنا "عندما تفكر في شخص أنه أحمق، فكّر هل هو كذلك حقًّا، أم أنك فشلت في فهمه؟😏

فهمك لدماغ من أمامك واحتياجاته عامل مهم جدًّ في تحقيق كل أهدافك بسلاسة، لأنك تكون قادرًا على التواصل معه  بفاعلية أكبر، لأنك تتواصل معه بالطريقة الأفضل من وجهة نظره، لا بالطريقة الأفضل من وجهة نظرك. 

والآن لنبدأ في فهم الأنماط الأربعة واحدًا واحدًا:

السيد RED.. أو النمط الأحمر

الغاضب، أو الجريء، الشخص الأحمر قائد بالفطرة، طموح ومندفع ولديه قدرة عالية على التأثير، حتى إن لم يكن كلامه صحيحًا.

يقول رأيه دون أي تجميل، لو رأى أن ما تفعله غير جيد سيقول بكل صراحة، ما هذا العبث، وفي نفس الوقت مش لا يهتم لآراء الناس فيه.

الشخص الأحمر تنافسي بامتياز يحوّل أي شيء في الحياة إلى منافسة، وهو الشخص الذي يتعصب جدًّا لو خسر في مباراة كوتشينة مع عائلته،نعم .. تيكون ركيزه موجهًا ناحية النتائج، ومشغول دائمًا ومتعجل لدرجة أن السرعة في الأداء بالنسبة إليه تساوي الكفاءة.

شخص حاسم جدًّا في اتخاذ القرارات، وآراؤه دائمًا قاطعة، ومع ذلك فإنه لو أدرك أن هناك رأيًا آخر أفضل من رأيه فإنه يغير رأيه القديم فورًا.



نأتي للسيدyellow

  المتفائل، أو المرِح، يستمتع بالحياة، يضحك ويشير إلى الإيجابيات حتى في أسوأ المواقف، يتكلم كثيرًا جدًّا وأكثر شخص مسلٍّ في أي تجمع، منفتح ويحب العمل الجماعي، وأكثر نمط يكون علاقات ويعتبرها أهم شيء بالنسبة إليه.

 

الأصفر عنده حلول إبداعية جدًّا ولا تخطر على بال أحد، وتفكيره سريع، متحمس وقدرته على إلهام الآخرين عالية جدًّا، ويجعل الآخرين يتحمسون لكلامه لدرجة أنه لو قال لهم هيا لنقفز من النافذة فسوف يفعلون ذلك وهم متحمسون جدًّا ويقولون "يا لها من فكرة رائعة"!

يتعامل بالحدس ويتخذ قرارات سريعة ومندفعة حسب إحساسه اللحظي فقط، مثل السيدة yellow التي قالت شيئًا عجيبًا جدًّا، تسألها فيم كنتِ تفكرين عند قول ذلك؟ تضحك جدًّا وتقول، تفكير؟ لم أكن أفكر .^^


أما السيد BLUE أو النمط الأزرق


على النقيض تمامًا ستجده شخصًا هادئًا لكنه يراقب كل ما حوله ويحلله ويقيّمه، يحب الكمال جدًّا ومنظم ودقيق ويهتم بالتفاصيل، يفكر بالمنطق فقط، وواقعي لدرجة يمكن أن توصل إلى التشاؤم، كما أنه حذر للغاية، وانطوائي بعض الشيء، ولا يتكلم إلا في وجود ضرورة للكلام.

عنده دائمًا الإجابات الصحيحة، ويعرف في أي شيء يتكلم، لأنه بالفعل بحث في جوجل وقرأ دليل المستخدم، وراجع القاموس، ومع ذلك فإنه لا يحاول التباهى بمعرفته. 

 

بالنسبة إليه الجودة هي الأساس، لا تهم الطريقة الأسهل ولا الأسرع، ولكن ما يهم الطريقة الأكثر جودة حتى لو كنا سننتهي في المالانهاية إن شاء الله D: 

 

أما السيد GREEN أو السلوك الأخضر

فهو النمط الأكثر شيوعًا، ويمكن أن نعتبره الوسط بين كل الأنماط أو الأكثر توازنًا فيهم، هو رمز الهدوء أو التمهل أو البساطة، الأخضر لا يحب لفت النظر إلى نفسه، ولا يقدّم نفسه للقيادة غالبًا إن لم يطلب منه ذلك، ولا يحب الصراع والمواجهة أبدًا.

يمكن أن نعتبره الأقل فاعلية، لأنه ليس متحمسًا مثل الأحمر، ولا واسع الحيلة مثل الأصفر، ولا منظمًا مثل الأزرق، وهو ما يمثل أغلب الناس فعلًا.

الشخص الأخضر من السهل التعامل معه بطبيعتك، ولا تحتاج إلى التكلف أمامه، داعم جدًّا ويهتم بالآخرين ويقدمهم على نفسه، مستمع جيد ومتفهم للغاية، لا يحب إحراج أحد ولا تركه وحيدًا، يهتم بالعلاقات جدًّا وجيد في العمل الجماعي ويعتمد عليه.



العيوب أو نقاط الضعف 

قل لي الآن، هل تستطيع من المعلومات السابقة أن تستنتج نقاط الضعف عند كل نمط؟ فكر فيها لثوانٍ وتأكد مما جاء في بالك، ولكن أولًا، إن أخبرتك أن هناك نمطين لا يرون أن عندهم نقاط ضعف أصلًا، ويعظمون جدًّا من نقاط قوتهم، فهل تستطيع تخمين النمطين؟

نعم، بالضبط أحسنت، الأحمر والأصفر فعلًا،

أما الأخضر والأزرق فعلى العكس تمامًا يرون نقاط ضعفهم بوضوح، ويمكن حتى أن ينكروا نقاط قوتهم نفسها.

والآن نقاط ضعف السيد red

- ليس عنده صبر.

- وطريقته في المواجهة صريحة ومباشرة فيراها الناس عدوانية.

- أحيانا يكون مهووسًا بالسيطرة، ولا بد أن يتأكد من أن كل شيء يسير وفق طريقته لأنه يفهم أكثر من أي أحد بالتأكيد. 🤷🏻‍♂️

- كما أنه لا يهتم بالمشاعر والعلاقات عامة، يكفي عنده أنك بخير فقط. 

 

بينما السيد yellow فنقاط ضعفه أنه

- لا يترك فرصة لأي شخص غيره ليتكلم، ومستمع سيئ جدًّا.

- كما أنه عشوائي وغير منظم، ولا يهتم بالتفاصيل.

- جيد جدًّا في أن يبدأ فكرة جيدة، لكنه عادة يفشل في إكمالها لإنه مُشتّت ويملّ بسرعة. 

والسيد green ؟

-  متردد، ولا يأخذ رد فعل لدرجة تجعلك غير قادر على تحديد موقفه.

- روتيني ولا يحب التغيير حتى وإن رآه مهمًّا، وهو ما يجعل الناس تراه عنيدًا وغير مهتم، لكنه يكون آملًا أن الأمور ستحل أو تختفي من تلقاء نفسها.

- غير مبادر ولا يتخذ الخطوة الأولى، وراضٍ بعدم فعل أي شيء، ما دامت الأمور مستقرة فلماذا نفعل ما يكسر هذا الاستقرار؟

- وهو ما يقتل حماس الآخرين أحيانًا لأنه يستصعب أي مجهود.

 

أما السيد blue.. فنقاط ضعفه أنه

- متردد وشكاك. 

- هوسه بالكمال والتفاصيل يجعله ناقدًا بشكل صعب.

- ويجعله بطيئًا جدًّا، لأن هناك دائمًا شيء يمكن عمله لكي يكون العمل أفضل.

- كما أنه متحفظ جدًّا ولا يألف الناس بسهولة.

التكيف

نأتي للسؤال المهم وهو ما ننتظره من البداية، كيف أتكيف مع كل نمط وأكسبه في صفي وأقلل من تأثير نقاط ضعفه؟ سأخبرك..

التكيف مع السلوك الأحمر

مع السيد RED كن سريعًا بأقصى ما يمكن، وكن مباشرًا وادخل في الموضوع مباشرة من دون مقدمات، قدم رأيك دون تردد وبثقة ولا تقلل من نفسك أبدًا أمامه، حتى إن غضب وصرخ، فأسوأ شيء وقتها أن تتراجع وتتركه يعاملك بشكل سيئ، لأنه عندها سيفقد احترامه لك لأنه لا يحترم الضعفاء.
ولو كنت تريد أن تجعله في صفك، فكلمه بلغة المكسب والخسارة، فلو كنت تحاول أن تقلل من تسرّع،أعطه أمثلة لمرات سبب التسرع فيها كوراث، وبيّن له فوائد عدم الاستعجال.

ولو كنت تريد أن تساعده على التخلص من الضغط ط، فأرسله ليمارس أي مجهود بدني، أو ضعه في شيء تنافسي حتى لو كان لعبة.

التكيف مع السلوك الأصفر


أما لو كنت تتعامل مع الشخص الأصفر فوفر له بيئة لطيفة ومنفتحة وليس بها أي توتر  في العلاقات، وستجده مبدعًا ومنتجًا، وابعد عن التفاصيل لأنه يمل ويفقد تركيزه.

ولو كنت تريد أن تجعله يتخذ قرارًا، فلا تعطه جدول بيانات ولكن اسأله ما شعورك تجاه هذا الأمر؟ وحمسه دائمًا بطريقة إن فعلت كذا فإن شعبيتك ستزيد وستكون محبوبًا وستكثر علاقاتك وبطريقة التجديد لأنه يحب كل ما هو جديد ومختلف.

وانتبه لأن الشخص الأصفر لا يسمع جيدًا، لذا تأكد من أن يعيد ما طلبته بالضبط "نعم سأكون موجودًا في الساعه 4 في المكان الفلاني" مثلًا، ولو  كان الأمر مهمًّا جدًّا، فاجعل عندك خطة بديلة له، وضع له جدولًا زمنيًّا مبكرًا عن الموعد الحقيقي، وساعده على تنظيم المهام لأنه سيفشل في ذلك.

لو كنت تريد أن تساعده على التخلص من الضغط فاجعله ينظم حفلًا، أخرجه، المهم أن يستمتع ويرجع.

التكيف مع السلوك الأخضر
بينما السيد Green بقى فـ وفر له إحساس الأمان والدعم الذي يحتاج إليه، إنه يخاف من التغيير ومن المجهول، تقبّل ذلك واسمع مخاوفه وعالجها، ولا تضعه في مواقف مفاجئة.

تولّ أنت القيادة والتخطيط بدلًا من الشخص الأخضر لو كنت تريد أن تنجز المهمة، واشرح له كل خطوة ولا تترك له عنوان المهمة وتمضي.

كن لطيفًا لأقصى درجة وأنت تقول تعليقًا سلبيًّا للشخص الأخضر، لأنه ينهار نفسيًّا أمام النقد، ولا بد أن تؤكد له أنك ما زلت تحبه، وأن ما تقوله في مصلحة الجميع، وحدثه دائمًا بلغة المشاعر لأنها أكتر ما يهمه.

الأخضر هو النمط الوحيد الذي لا يعبر عن غضبه ويخزنه داخله إلى أن ينفجر مرة واحدة، لذا حاول أن تجعله يفرغ جزءًا من غضبه بشكل طبيعي بأن تسأله دائمًا عن رأيه وتعطيه مساحة آمنة للتعبير.

لو كنت تريد أن تساعده على التخلص من الضغط اسمح له بفترات من اللا شيئ، من الهدوء والاسترخاء فقط.

 

التكيف مع السلوك الأزرق


والأزرق؟ كيف نتكيف معه؟ تأكد من أنك تفهم جيدًا ما تتحدث معه فيه، ولو لم تكن تعرف قل لا أعرف ولا تتحدث بغير علم لأنه سيكتشف على الفور وسيفقد احترامه لك، وتذكر أن لا يوجد بديل عن الجودة  بالنسبة إليه.

لو كنت ستقنعه بشيء فبالمعلومات والحقائق فقط، أي لعب على المشاعر لن يكون مجديًا معه إطلاقًا.

وفي نفس الوقت نبهه لأنه لا بد أن يراعي مشاعر الآخرين ولا يكون ناقدًا طوال الوقت، وحدد له وقتًا لإتمام المهمة وتابعه فيه لأنه يمكن أن يظل فيها إلى الأبد.

لو أردت مساعدته على التخلص من الضغط  فأعطه مساحة ووقتًا، ووفر له خصوصية كافية.
لقد انتهينا الآن، لكن الكاتب يقول ملاحظة مهمة، وهي أن نظام الأنماط هو مجرد أداة في النهاية، وبالتأكيد ليست دقيقة 100%، وأن الأمر على أرض الواقع الأمر يكون مختلفًا، لأنه لا أحد يتكون من نمط واحد كما قلنا، وأن الناس ليسوا جداول، ولكنها مجرد وسيلة تساعدك بشكل كبير على ظبط ترددك وفق تردد الآخرين حتى تتواصلوا بشكل أكثر فاعلية.

وآخر شيء يا صديقي، اختبر تركيزك^^ أنت بالتأكيد تعرف (أينشتاين) و(باراك أوباما) و(غاندي)

ولكن بمفهومك، هل تستطيع معرفة نمط كل منهم؟ قل لنا توقعاتك في التعليقات وانتظر الإجابة في الحلقة الحلقة القادمة D:

 

سلام